المؤلفون: Aiden، Jay Jo المصدر: Tiger Research الترجمة: شان أوبا، الذهبية المالية
ملخص
تمثل العملات المستقرة في فيتنام قناة مالية مستقلة، تُستخدم على نطاق واسع في التداول، والتحويلات، وتخزين القيمة، متجاوزة النظام المصرفي التقليدي والرقابة الحكومية.
يستخدم المستخدمون الفيتناميون العملات المستقرة بشكل متكرر من خلال قنوات غير رسمية. على الرغم من أن الحكومة تحظر ذلك بشكل صارم، إلا أنه لم يتم بعد إجراء مناقشات سياسية ذات مغزى حول العملات المستقرة.
يجب على فيتنام رسمياً إدراج العملات المستقرة في النظام المالي، وتوحيد السياسات مع الواقع السوقي، مما سيساهم في تعزيز تنافسية فيتنام في مجال التمويل الرقمي في جنوب شرق آسيا.
1. نمو سوق العملات المستقرة وفصلها عن التنظيم
تحتل فيتنام المرتبة الأولى عالميًا في مؤشر اعتماد العملات المشفرة لفترة طويلة. ومع ذلك، فإن نقص التنظيم يحد بشدة من تطور هذه الصناعة. ومع ذلك، لا تزال صناعة التشفير في فيتنام تنمو بسرعة بدافع من المستثمرين الأفراد، وفي هذه العملية، بدأ سوق العملات المستقرة أيضًا في الظهور. على الرغم من نقص قنوات الإيداع والسحب الرسمية، لا يزال المستخدمون في فيتنام يتداولون بنشاط في العملات المستقرة بطرق متنوعة، بما في ذلك استخدام معاملات الضمان عبر Binance P2P، والتداول خارج البورصة عبر Telegram، واستخدام المحافظ الذاتية لإجراء تحويلات مباشرة من نظير إلى نظير.
توجد قيود واضحة على المدى الطويل في هذا النمو الذاتي الذي يركز على صغار المستثمرين. إن نقص التنظيم يقلل من شفافية السوق واستقراره، ولا يمكن الاعتماد فقط على صغار المستثمرين لدعم التنمية المستدامة للسوق. في الوقت نفسه، لم تقم فيتنام بعد بإنشاء إطار قانوني ومؤسسي يتعلق بالعملات المستقرة، ولم تبدأ مناقشات سياسية جوهرية. هذه الحالة من "عدم التوافق بين السوق والتنظيم" لا تؤدي فقط إلى تفاقم المخاطر المحتملة في الأسواق المالية، بل تجعل فيتنام أيضًا تفوت الفرصة الاستراتيجية لتعزيز تنافسية البلاد.
تقوم هذه التقرير بتحليل كيفية استخدام المستخدمين في فيتنام للعملات المستقرة في الأنشطة المالية الفعلية، بما في ذلك التداول، والتحويلات بين الأفراد، والدفع. كما تشير إلى المخاطر المحتملة الناجمة عن فجوات التنظيم، وتستكشف ضرورة إنشاء سياسات للعملات المستقرة بناءً على سلوك المستخدمين الفعلي والمعنى الاستراتيجي لذلك.
2. تم دمج العملات المستقرة في سلوك المستخدمين الفيتناميين
2.1 إدارة التداول والسيولة
لقد تجاوز استخدام المستثمرين الفيتناميين للعملات المستقرة مجرد تبادل العملات الورقية والعملات المشفرة. يختار المستثمرون بعد التداول الاحتفاظ بالأموال على شكل عملات مستقرة (بشكل رئيسي USDT) بدلاً من تحويلها على الفور إلى الدونغ الفيتنامي (VND)، ويرونها كأموال احتياطية للتداولات المستقبلية أو كـ "أصول تحوط رقمية" ضد تقلبات السوق. وهذا يدل على أن المستثمرين الفيتناميين بدأوا في إدارة السيولة بنشاط باستخدام العملات المستقرة، وقد حدث تحول كبير في هذا السلوك مقارنة بالماضي.
عندما ينخفض سوق التشفير، يميل المستثمرون في فيتنام إلى تحويل الأموال إلى USDT بدلاً من العملات غير القانونية. خاصةً في أوقات التقلبات الشديدة في السوق، ارتفع سعر USDT على Binance P2P إلى 25,000-27,000 دونغ فيتنامي، مما يعني زيادة بنسبة 5% مقارنة بسعر الصرف العادي، مما يعكس أن المستثمرين يرون في العملات المستقرة أداة لتخزين القيمة مستقلة عن الأصول المشفرة الأخرى. تشير هذه الزيادة إلى أن العملات المستقرة أصبحت وسيلة لا غنى عنها لإدارة السيولة في سوق التشفير الفيتنامي.
هذه الظاهرة ليست شذوذًا قصير الأجل، بل هي اتجاه طويل الأجل. بين عامي 2020 و 2025 (باستثناء الأحداث الخاصة مثل انهيار FTX و Terra-Luna)، حافظت USDT على علاوة إيجابية نسبية مقابل الدولار الأمريكي في فيتنام، حيث بلغ متوسط العلاوة في عام 2024 3.35%. يرغب المستثمرون في تحمل تكاليف إضافية للتعامل بنشاط مع تقلبات السوق ومخاطر سعر الصرف من خلال استخدام العملات المستقرة.
تعود أسباب هذا السلوك إلى تعقيد النظام المالي في فيتنام والرقابة الصارمة. تقوم البنوك بفحص صارم لمصادر الأموال واستخدامها، ويواجه المستثمرون العديد من الإزعاجات والتكاليف عند سحب الأموال أو تحويلها. من أجل تجنب هذه العقبات والمخاطر التنظيمية، قام المستثمرون تدريجياً بإنشاء نظام إدارة أموال مستقل يعتمد على العملات المستقرة في النظام البيئي للعملات المشفرة. وهذا يفسر لماذا أصبحت العملات المستقرة لا غنى عنها في محفظة المستثمرين الفيتناميين.
2.2 التحويلات بين الأقران: العملات المستقرة هي بنية الدفع الأساسية
أصبحت العملات المستقرة أداة مهمة للدفع والتحويلات بين الأفراد في فيتنام. على الرغم من أن القانون الفيتنامي يحظر استخدام العملات المشفرة كوسيلة للدفع، إلا أن المستخدمين لا يزالون يقومون بالتحويلات عبر محافظهم الخاصة وقنوات OTC غير الرسمية. تُعتبر فيتنام واحدة من الدول الأكثر تلقيًا للتحويلات الدولية عبر العملات المستقرة، حيث تمثل حوالي 7.8% من التحويلات الدولية التي تصل بشكل عملات مستقرة مثل USDT.
بالمقارنة مع طرق التحويل الدولي التقليدية (مثل SWIFT وWestern Union) التي تتقاضى رسومًا تتراوح بين 5-7% ووقت معالجة طويل، يمكن إتمام تحويل العملات المستقرة في غضون دقائق ودون رسوم وسطية. وهذا يجعل العملات المستقرة وسيلة فعالة لتحويل الأموال للعمال المهاجرين والمستقلين. كما أن بائعي التجارة الإلكترونية والعاملين في الشراء بالنيابة والمستقلين عمومًا يقومون بإجراء المدفوعات واستلامها باستخدام USDT عبر Telegram أو منصات التواصل الاجتماعي.
هذا النظام للدفع من نظير إلى نظير القائم على العملات المستقرة يعيد إنتاج النظام الاقتصادي غير الرسمي النقدي الذي تعتمد عليه فيتنام منذ فترة طويلة في الفضاء الرقمي. هذه الطريقة في الدفع تتمتع بقدرة عالية على التكيف عبر الإنترنت، وسرعان ما توسعت لتصبح وسيطًا للتجارة عبر الحدود.
2.3. العملات المستقرة كوسيلة لتخزين القيمة
في أوقات التضخم العالي أو تقلبات سعر الصرف، يميل المواطنون الفيتناميون تقليديًا إلى الأصول الآمنة مثل الذهب المادي أو الدولار. تبرز تفضيلات الذهب بشكل خاص. تشتري الأسر الفيتنامية حوالي 50-60 طنًا من الذهب سنويًا، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 70-80 طنًا في السنوات الخمس القادمة. في منتصف عام 2024، على الرغم من ارتفاع أسعار الذهب، باع البنك الفيتنامي أكثر من 2 طن من الذهب في أسبوع واحد فقط. وهذا يدل على أن الأسر العادية ذات قنوات الخدمات المالية المحدودة تنشط في استخدام الذهب كوسيلة للحفاظ على القيمة على المدى الطويل، بدلاً من المضاربة على المدى القصير.
في السنوات الأخيرة، ظهرت العملات المستقرة كأصل رقمي جديد للملاذ، لتكمل أو تحل محل الأصول التقليدية مثل الذهب أو الدولار. تعمل العملات المستقرة مثل USDT أو USDC كدولار رقمي، وتوفر وظيفة الحفاظ على القيمة المستقرة مشابهة للذهب أو الدولار الفعلي. في فيتنام، لا يزال استخدام العملات المشفرة كأداة دفع غير قانوني. ومع ذلك، فإن المزيد والمزيد من المستخدمين يحتفظون بالعملات المستقرةPurely للحفاظ على قيمة الأصول المستقرة، وليس للتداول أو الدفع. هذا يُظهر بوضوح أن العملات المستقرة تلعب دور تخزين القيمة في فيتنام.
3. الطريق الذي تسلكه الحكومة الفيتنامية: وضع سياسات تنظيمية تعكس واقع السوق
في فيتنام، تطورت العملات المستقرة بشكل طبيعي خارج النظام المالي الرسمي، وأصبحت دعامة مهمة لـ"التمويل الظل". يستخدم المستثمرون العملات المستقرة على نطاق واسع، ليس فقط كأداة رئيسية لإدارة السيولة، ولكن أيضًا كوسيلة للدفع من نقطة إلى نقطة وتخزين القيمة.
بدأت الحكومة الفيتنامية مؤخرا في التركيز على صناعة العملات المشفرة وتقوم بإعداد الإطار القانوني ذي الصلة ووضع الحماية التنظيمي. ومع ذلك ، لا يزال هناك نقص في المناقشات المحددة والمتعمقة حول العملات المستقرة التي تستخدم بالفعل على نطاق واسع في السوق. كما قال رئيس الوزراء فام مينه تشينه: "إذا كان القانون لا يحظر ذلك ، فيجب السماح للناس والشركات بالقيام بذلك. يجب على الدولة ألا تتدخل في المجالات التي يمكن للسوق أن تفعل فيها ما هو أفضل. "يشير هذا إلى أن فيتنام أكثر ملاءمة لاستراتيجية تنظيمية صديقة للسوق تشجع الابتكار بدلا من السيطرة القوية. وستكون السياسات التي تعكس السلوك الفعلي للمستخدمين والتي يتم دمجها بأمان في النظام المالي الرسمي أكثر ملاءمة لتحقيق التوازن بين الابتكار والتنظيم. **
3.1. الاستفادة من تجارب دول جنوب شرق آسيا المجاورة
بينما لا تزال عملية وضع سياسة تنظيمية واضحة للعملات المستقرة في فيتنام تسير ببطء، قامت الدول المجاورة في جنوب شرق آسيا بإنشاء إطار تنظيمي يعكس واقع السوق. على عكس النموذج البيروقراطي في فيتنام "إذا لم نفهم، سنقوم بالتنظيم، وإذا لم نتمكن من التنظيم، سنقوم بالحظر"، قامت الدول المجاورة بوضع سياسات عملية تناسب ظروفها الوطنية.
سنغافورة تتبنى تصميمًا مؤسسيًا منهجيًا. تم وضع إطار تنظيم العملات المستقرة الذي تم إطلاقه في عام 2023 من قبل هيئة النقد في سنغافورة (MAS)، والذي يحدد متطلبات الاحتياطي 1:1، والتزام الكشف عن القيمة السوقية اليومية وآلية الدفع المعادلة. يسمح فقط للجهات المرخصة بإصدار العملات المستقرة، مما يعزز مصداقية سوق الأصول الرقمية في سنغافورة.
تايلند تنفيذ سياسة مرنة "مزدوجة المسار". في مارس 2025 ، وافق المنظمون على استخدام USDT و USDC في البورصات المصرح بها ، مع الترويج لتجربة عملة مستقرة مدعومة بالباهت والمدعومة بالسندات الحكومية. مع الاعتراف بفائدة العملات المستقرة الأجنبية ، يطور هذا النموذج أيضا بشكل تدريجي بديلا رقميا للعملات المحلية.
الفلبين تؤكد على التجريب والبراغماتية. أطلق البنك المركزي (BSP) وهيئة الأوراق المالية (SEC) مشروع تجريبي للعملات المستقرة التي تهدف إلى التحويلات المالية (مثل PHPC) ، وتركز على التجارب العملية بدلاً من التشريع أولاً ثم التطبيق ، استنادًا إلى صندوق الرمل التنظيمي في مجال المدفوعات عبر الحدود.
بالمقارنة، لم تقم فيتنام بعد بإنشاء إطار تنظيمي خاص بالعملات المستقرة، مما أدى إلى اتساع الفجوة بين الممارسات السوقية والسياسات.
تُظهر تجارب هذه الدول أن الرقابة يجب أن تستند إلى السلوك الفعلي لمستخدمي السوق المحلي، بدلاً من تطبيق نماذج دول أخرى بشكل صارم. إذا لم تتمكن فيتنام من وضع سياسات تعكس الاحتياجات الحقيقية للسوق، ستظل القنوات المالية غير الرسمية متأصلة أكثر في المنطقة الرمادية، مما يؤدي إلى مخاطر طويلة الأمد على الرقابة المالية المستقبلية وعمليات السياسة النقدية.
3.2. بناء استراتيجية العملة المستقرة استنادًا إلى واقع سوق فيتنام
حاليًا، قد دمج المستخدمون بالتجزئة في فيتنام العملات المستقرة (لا سيما USDT المرتبطة بالدولار) في سلوكهم المالي اليومي. لذلك، يجب على صانعي السياسات الاعتراف بهذه الواقعة السوقية، من خلال التواصل النشط مع المشاركين في السوق لوضع السياسات، بدلاً من اتخاذ تدابير صارمة من جانب واحد.
على سبيل المثال، بدلاً من العملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC) التي تقودها الحكومة ولها فائدة عملية محدودة، يمكن لفيتنام تصميم نموذج تنظيمي من القاعدة إلى القمة، يعتمد على سلوك المستخدمين الحاليين، لوضع سياسات قريبة من الواقع. هذه الطريقة تعزز كفاءة التنظيم وتجعل الأمور أكثر قابلية للتطبيق.
يمكن أن تشمل التدابير المحددة التي يمكن أن تعتبرها الحكومة الفيتنامية:
من خلال اعتماد وسطاء تداول خارج البورصة، وإدخال أنظمة KYC المناسبة ومنصة تداول نظير إلى نظير منظمة، يتم تعزيز الشفافية في القنوات غير الرسمية.
إطلاق صندوق اختبار تنظيمي للعملات المستقرة المرتبطة بالدونغ الفيتنامي (VND) وتطبيقه في مجالات محددة مثل التجارة الإلكترونية، وتحويلات العملات الأجنبية، وسوق العمل الحر.
توفير بدائل محلية متوافقة وسهلة الاستخدام، تنافس بشكل إيجابي مع عملات الدولار المستقرة
ستساعد هذه الاستراتيجية في الحفاظ على استقرار النظام المالي أثناء تعزيز التطور الطبيعي للسوق. إذا تمكنت فيتنام من الاستجابة بنشاط لتغيرات البيئة المالية الرقمية، فستكون قادرة على بناء نظام بيئي للعملات المستقرة أكثر شفافية وأمانًا.
4. ملخص
لا تهيمن السياسات الحكومية على النظام البيئي للعملات المستقرة في فيتنام ، ولكن يتم تشكيله بشكل طبيعي من قبل المستخدمين لتلبية الاحتياجات الحقيقية. في حالة عدم وجود قناة تداول رسمية ، أنشأ المستخدمون قنواتهم المالية الخاصة بالعملات المستقرة: قاموا بتداول USDT ، وإرسال الأموال عبر قناة Telegram OTC ، واستخدام الدولارات الرقمية كمخزن للقيمة. تعكس هذه الممارسات جهود السوق لسد الثغرات في النظام المالي التقليدي.
في البداية، كان المستخدمون يعتبرون العملات المستقرة كحلول مؤقتة للتجاوز في النظام. اليوم، أصبحت جزءًا أساسيًا من النظام البيئي المالي الرقمي في فيتنام. حتى بدون تأكيد قانوني أو تنظيم واضح، يستخدم المستخدمون العملات المستقرة على نطاق واسع في حياتهم اليومية. ومع ذلك، إذا استمرت هذه الممارسة في العمل في فراغ قانوني، فقد تدفعها نحو مناطق رمادية غير رسمية وغير شفافة، مما يعزز تشوه وعدم استقرار الأسواق المالية.
لقد احتضنت سنغافورة ودول أخرى مثل تايلند سلوكيات المستخدمين التي تسبق السوق بنشاط، مما أسفر عن إنشاء بيئة تنظيمية منهجية تجمع بين الابتكار والاستقرار. تحتاج فيتنام أيضًا إلى وضع إطار تنظيمي يعتمد على الواقع السوقي، والاعتراف رسميًا بالشبكات المالية غير الرسمية التي أنشأها المستخدمون، وتعزيز البنية التحتية المالية الوطنية من خلال عملات مستقرة مرتبطة بالدونج الفيتنامي.
من خلال هذا المسار التنظيمي "المتمركز حول المستخدم"، يمكن لفيتنام تعزيز شفافية واستقرار السوق المالية، ومن المتوقع أيضًا أن تتبوأ مكانة رائدة في إدارة الأصول الرقمية في جنوب شرق آسيا.
المحتوى هو للمرجعية فقط، وليس دعوة أو عرضًا. لا يتم تقديم أي مشورة استثمارية أو ضريبية أو قانونية. للمزيد من الإفصاحات حول المخاطر، يُرجى الاطلاع على إخلاء المسؤولية.
نظام مالي موازٍ: ظهور عملة مستقرة في فيتنام
المؤلفون: Aiden، Jay Jo المصدر: Tiger Research الترجمة: شان أوبا، الذهبية المالية
ملخص
1. نمو سوق العملات المستقرة وفصلها عن التنظيم
تحتل فيتنام المرتبة الأولى عالميًا في مؤشر اعتماد العملات المشفرة لفترة طويلة. ومع ذلك، فإن نقص التنظيم يحد بشدة من تطور هذه الصناعة. ومع ذلك، لا تزال صناعة التشفير في فيتنام تنمو بسرعة بدافع من المستثمرين الأفراد، وفي هذه العملية، بدأ سوق العملات المستقرة أيضًا في الظهور. على الرغم من نقص قنوات الإيداع والسحب الرسمية، لا يزال المستخدمون في فيتنام يتداولون بنشاط في العملات المستقرة بطرق متنوعة، بما في ذلك استخدام معاملات الضمان عبر Binance P2P، والتداول خارج البورصة عبر Telegram، واستخدام المحافظ الذاتية لإجراء تحويلات مباشرة من نظير إلى نظير.
توجد قيود واضحة على المدى الطويل في هذا النمو الذاتي الذي يركز على صغار المستثمرين. إن نقص التنظيم يقلل من شفافية السوق واستقراره، ولا يمكن الاعتماد فقط على صغار المستثمرين لدعم التنمية المستدامة للسوق. في الوقت نفسه، لم تقم فيتنام بعد بإنشاء إطار قانوني ومؤسسي يتعلق بالعملات المستقرة، ولم تبدأ مناقشات سياسية جوهرية. هذه الحالة من "عدم التوافق بين السوق والتنظيم" لا تؤدي فقط إلى تفاقم المخاطر المحتملة في الأسواق المالية، بل تجعل فيتنام أيضًا تفوت الفرصة الاستراتيجية لتعزيز تنافسية البلاد.
تقوم هذه التقرير بتحليل كيفية استخدام المستخدمين في فيتنام للعملات المستقرة في الأنشطة المالية الفعلية، بما في ذلك التداول، والتحويلات بين الأفراد، والدفع. كما تشير إلى المخاطر المحتملة الناجمة عن فجوات التنظيم، وتستكشف ضرورة إنشاء سياسات للعملات المستقرة بناءً على سلوك المستخدمين الفعلي والمعنى الاستراتيجي لذلك.
2. تم دمج العملات المستقرة في سلوك المستخدمين الفيتناميين
2.1 إدارة التداول والسيولة
لقد تجاوز استخدام المستثمرين الفيتناميين للعملات المستقرة مجرد تبادل العملات الورقية والعملات المشفرة. يختار المستثمرون بعد التداول الاحتفاظ بالأموال على شكل عملات مستقرة (بشكل رئيسي USDT) بدلاً من تحويلها على الفور إلى الدونغ الفيتنامي (VND)، ويرونها كأموال احتياطية للتداولات المستقبلية أو كـ "أصول تحوط رقمية" ضد تقلبات السوق. وهذا يدل على أن المستثمرين الفيتناميين بدأوا في إدارة السيولة بنشاط باستخدام العملات المستقرة، وقد حدث تحول كبير في هذا السلوك مقارنة بالماضي.
عندما ينخفض سوق التشفير، يميل المستثمرون في فيتنام إلى تحويل الأموال إلى USDT بدلاً من العملات غير القانونية. خاصةً في أوقات التقلبات الشديدة في السوق، ارتفع سعر USDT على Binance P2P إلى 25,000-27,000 دونغ فيتنامي، مما يعني زيادة بنسبة 5% مقارنة بسعر الصرف العادي، مما يعكس أن المستثمرين يرون في العملات المستقرة أداة لتخزين القيمة مستقلة عن الأصول المشفرة الأخرى. تشير هذه الزيادة إلى أن العملات المستقرة أصبحت وسيلة لا غنى عنها لإدارة السيولة في سوق التشفير الفيتنامي.
! eCgEJ66U3KHmYVuJHUz5oJYvMpj6nOIo5aPDVatP.png
هذه الظاهرة ليست شذوذًا قصير الأجل، بل هي اتجاه طويل الأجل. بين عامي 2020 و 2025 (باستثناء الأحداث الخاصة مثل انهيار FTX و Terra-Luna)، حافظت USDT على علاوة إيجابية نسبية مقابل الدولار الأمريكي في فيتنام، حيث بلغ متوسط العلاوة في عام 2024 3.35%. يرغب المستثمرون في تحمل تكاليف إضافية للتعامل بنشاط مع تقلبات السوق ومخاطر سعر الصرف من خلال استخدام العملات المستقرة.
تعود أسباب هذا السلوك إلى تعقيد النظام المالي في فيتنام والرقابة الصارمة. تقوم البنوك بفحص صارم لمصادر الأموال واستخدامها، ويواجه المستثمرون العديد من الإزعاجات والتكاليف عند سحب الأموال أو تحويلها. من أجل تجنب هذه العقبات والمخاطر التنظيمية، قام المستثمرون تدريجياً بإنشاء نظام إدارة أموال مستقل يعتمد على العملات المستقرة في النظام البيئي للعملات المشفرة. وهذا يفسر لماذا أصبحت العملات المستقرة لا غنى عنها في محفظة المستثمرين الفيتناميين.
2.2 التحويلات بين الأقران: العملات المستقرة هي بنية الدفع الأساسية
! 13TMloUPFXmExokZJSmiLHF8WkQaS72IG5x79qRR.png
أصبحت العملات المستقرة أداة مهمة للدفع والتحويلات بين الأفراد في فيتنام. على الرغم من أن القانون الفيتنامي يحظر استخدام العملات المشفرة كوسيلة للدفع، إلا أن المستخدمين لا يزالون يقومون بالتحويلات عبر محافظهم الخاصة وقنوات OTC غير الرسمية. تُعتبر فيتنام واحدة من الدول الأكثر تلقيًا للتحويلات الدولية عبر العملات المستقرة، حيث تمثل حوالي 7.8% من التحويلات الدولية التي تصل بشكل عملات مستقرة مثل USDT.
! cIL3yHpwgC439oPOd2RCGCPkj3zg3lnrx5XXvF6Y.png
بالمقارنة مع طرق التحويل الدولي التقليدية (مثل SWIFT وWestern Union) التي تتقاضى رسومًا تتراوح بين 5-7% ووقت معالجة طويل، يمكن إتمام تحويل العملات المستقرة في غضون دقائق ودون رسوم وسطية. وهذا يجعل العملات المستقرة وسيلة فعالة لتحويل الأموال للعمال المهاجرين والمستقلين. كما أن بائعي التجارة الإلكترونية والعاملين في الشراء بالنيابة والمستقلين عمومًا يقومون بإجراء المدفوعات واستلامها باستخدام USDT عبر Telegram أو منصات التواصل الاجتماعي.
هذا النظام للدفع من نظير إلى نظير القائم على العملات المستقرة يعيد إنتاج النظام الاقتصادي غير الرسمي النقدي الذي تعتمد عليه فيتنام منذ فترة طويلة في الفضاء الرقمي. هذه الطريقة في الدفع تتمتع بقدرة عالية على التكيف عبر الإنترنت، وسرعان ما توسعت لتصبح وسيطًا للتجارة عبر الحدود.
2.3. العملات المستقرة كوسيلة لتخزين القيمة
في أوقات التضخم العالي أو تقلبات سعر الصرف، يميل المواطنون الفيتناميون تقليديًا إلى الأصول الآمنة مثل الذهب المادي أو الدولار. تبرز تفضيلات الذهب بشكل خاص. تشتري الأسر الفيتنامية حوالي 50-60 طنًا من الذهب سنويًا، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 70-80 طنًا في السنوات الخمس القادمة. في منتصف عام 2024، على الرغم من ارتفاع أسعار الذهب، باع البنك الفيتنامي أكثر من 2 طن من الذهب في أسبوع واحد فقط. وهذا يدل على أن الأسر العادية ذات قنوات الخدمات المالية المحدودة تنشط في استخدام الذهب كوسيلة للحفاظ على القيمة على المدى الطويل، بدلاً من المضاربة على المدى القصير.
! gP0nzZLLRYQNYxeHcxiJ83vrhhI5nMhPgfO3NxY3.png
في السنوات الأخيرة، ظهرت العملات المستقرة كأصل رقمي جديد للملاذ، لتكمل أو تحل محل الأصول التقليدية مثل الذهب أو الدولار. تعمل العملات المستقرة مثل USDT أو USDC كدولار رقمي، وتوفر وظيفة الحفاظ على القيمة المستقرة مشابهة للذهب أو الدولار الفعلي. في فيتنام، لا يزال استخدام العملات المشفرة كأداة دفع غير قانوني. ومع ذلك، فإن المزيد والمزيد من المستخدمين يحتفظون بالعملات المستقرةPurely للحفاظ على قيمة الأصول المستقرة، وليس للتداول أو الدفع. هذا يُظهر بوضوح أن العملات المستقرة تلعب دور تخزين القيمة في فيتنام.
3. الطريق الذي تسلكه الحكومة الفيتنامية: وضع سياسات تنظيمية تعكس واقع السوق
في فيتنام، تطورت العملات المستقرة بشكل طبيعي خارج النظام المالي الرسمي، وأصبحت دعامة مهمة لـ"التمويل الظل". يستخدم المستثمرون العملات المستقرة على نطاق واسع، ليس فقط كأداة رئيسية لإدارة السيولة، ولكن أيضًا كوسيلة للدفع من نقطة إلى نقطة وتخزين القيمة.
بدأت الحكومة الفيتنامية مؤخرا في التركيز على صناعة العملات المشفرة وتقوم بإعداد الإطار القانوني ذي الصلة ووضع الحماية التنظيمي. ومع ذلك ، لا يزال هناك نقص في المناقشات المحددة والمتعمقة حول العملات المستقرة التي تستخدم بالفعل على نطاق واسع في السوق. كما قال رئيس الوزراء فام مينه تشينه: "إذا كان القانون لا يحظر ذلك ، فيجب السماح للناس والشركات بالقيام بذلك. يجب على الدولة ألا تتدخل في المجالات التي يمكن للسوق أن تفعل فيها ما هو أفضل. "يشير هذا إلى أن فيتنام أكثر ملاءمة لاستراتيجية تنظيمية صديقة للسوق تشجع الابتكار بدلا من السيطرة القوية. وستكون السياسات التي تعكس السلوك الفعلي للمستخدمين والتي يتم دمجها بأمان في النظام المالي الرسمي أكثر ملاءمة لتحقيق التوازن بين الابتكار والتنظيم. **
3.1. الاستفادة من تجارب دول جنوب شرق آسيا المجاورة
بينما لا تزال عملية وضع سياسة تنظيمية واضحة للعملات المستقرة في فيتنام تسير ببطء، قامت الدول المجاورة في جنوب شرق آسيا بإنشاء إطار تنظيمي يعكس واقع السوق. على عكس النموذج البيروقراطي في فيتنام "إذا لم نفهم، سنقوم بالتنظيم، وإذا لم نتمكن من التنظيم، سنقوم بالحظر"، قامت الدول المجاورة بوضع سياسات عملية تناسب ظروفها الوطنية.
! 4lU5RVrolRLEgEhQb4qSKolb4XYHhqfR3MnoSqOr.png
بالمقارنة، لم تقم فيتنام بعد بإنشاء إطار تنظيمي خاص بالعملات المستقرة، مما أدى إلى اتساع الفجوة بين الممارسات السوقية والسياسات.
تُظهر تجارب هذه الدول أن الرقابة يجب أن تستند إلى السلوك الفعلي لمستخدمي السوق المحلي، بدلاً من تطبيق نماذج دول أخرى بشكل صارم. إذا لم تتمكن فيتنام من وضع سياسات تعكس الاحتياجات الحقيقية للسوق، ستظل القنوات المالية غير الرسمية متأصلة أكثر في المنطقة الرمادية، مما يؤدي إلى مخاطر طويلة الأمد على الرقابة المالية المستقبلية وعمليات السياسة النقدية.
3.2. بناء استراتيجية العملة المستقرة استنادًا إلى واقع سوق فيتنام
حاليًا، قد دمج المستخدمون بالتجزئة في فيتنام العملات المستقرة (لا سيما USDT المرتبطة بالدولار) في سلوكهم المالي اليومي. لذلك، يجب على صانعي السياسات الاعتراف بهذه الواقعة السوقية، من خلال التواصل النشط مع المشاركين في السوق لوضع السياسات، بدلاً من اتخاذ تدابير صارمة من جانب واحد.
على سبيل المثال، بدلاً من العملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC) التي تقودها الحكومة ولها فائدة عملية محدودة، يمكن لفيتنام تصميم نموذج تنظيمي من القاعدة إلى القمة، يعتمد على سلوك المستخدمين الحاليين، لوضع سياسات قريبة من الواقع. هذه الطريقة تعزز كفاءة التنظيم وتجعل الأمور أكثر قابلية للتطبيق.
يمكن أن تشمل التدابير المحددة التي يمكن أن تعتبرها الحكومة الفيتنامية:
ستساعد هذه الاستراتيجية في الحفاظ على استقرار النظام المالي أثناء تعزيز التطور الطبيعي للسوق. إذا تمكنت فيتنام من الاستجابة بنشاط لتغيرات البيئة المالية الرقمية، فستكون قادرة على بناء نظام بيئي للعملات المستقرة أكثر شفافية وأمانًا.
4. ملخص
لا تهيمن السياسات الحكومية على النظام البيئي للعملات المستقرة في فيتنام ، ولكن يتم تشكيله بشكل طبيعي من قبل المستخدمين لتلبية الاحتياجات الحقيقية. في حالة عدم وجود قناة تداول رسمية ، أنشأ المستخدمون قنواتهم المالية الخاصة بالعملات المستقرة: قاموا بتداول USDT ، وإرسال الأموال عبر قناة Telegram OTC ، واستخدام الدولارات الرقمية كمخزن للقيمة. تعكس هذه الممارسات جهود السوق لسد الثغرات في النظام المالي التقليدي.
في البداية، كان المستخدمون يعتبرون العملات المستقرة كحلول مؤقتة للتجاوز في النظام. اليوم، أصبحت جزءًا أساسيًا من النظام البيئي المالي الرقمي في فيتنام. حتى بدون تأكيد قانوني أو تنظيم واضح، يستخدم المستخدمون العملات المستقرة على نطاق واسع في حياتهم اليومية. ومع ذلك، إذا استمرت هذه الممارسة في العمل في فراغ قانوني، فقد تدفعها نحو مناطق رمادية غير رسمية وغير شفافة، مما يعزز تشوه وعدم استقرار الأسواق المالية.
لقد احتضنت سنغافورة ودول أخرى مثل تايلند سلوكيات المستخدمين التي تسبق السوق بنشاط، مما أسفر عن إنشاء بيئة تنظيمية منهجية تجمع بين الابتكار والاستقرار. تحتاج فيتنام أيضًا إلى وضع إطار تنظيمي يعتمد على الواقع السوقي، والاعتراف رسميًا بالشبكات المالية غير الرسمية التي أنشأها المستخدمون، وتعزيز البنية التحتية المالية الوطنية من خلال عملات مستقرة مرتبطة بالدونج الفيتنامي.
من خلال هذا المسار التنظيمي "المتمركز حول المستخدم"، يمكن لفيتنام تعزيز شفافية واستقرار السوق المالية، ومن المتوقع أيضًا أن تتبوأ مكانة رائدة في إدارة الأصول الرقمية في جنوب شرق آسيا.